من الترامادول إلى الستروكس
إن الترامادول من المواد الإدمانية المنتشرة على نطاق واسع في مصر وبعض الدول العربية لأن له تأثير مشابه للهيروين، و مع ارتفاع سعر الأخير يتزايد الطلب على الترامادول.
وفي ظل الفكر السائد من الشباب و الكبار احيانا باللجوء للمواد المخدره كحل لما يواجهونه من مشاكل, كانت هناك بعض العوامل المساعدة علي انتشار الترامادول ومنها الفكره السائده بأن الترامادول يمنح الشخص طاقة إضافية تمكنه من السهركما يزيد من قدرته الجنسية. و مع تزايد نسبة الأميين يسهل تصديق مثل هذه الأفكار بين الناس.
ومن ناحية اخري يعد الترامادول ضمن الأدوية التي يلجأ بعض الأطباء لوصفه لتسكين بعض الآلام ، مما يترتب عليه إدمان الشخص له بعد زوال الاعراض المسببة للألم.
وقد تلقينا في ناركونن مصر إتصالات عديدة من أشخاص يواجهون تلك المشكلة، على سبيل المثال: سيدة أجرت عملية بالعمود الفقري وتبعها آلام شديدة، فوصف الطبيب لها الترامادول لتسكين ألامها مما ترتب عليه عدم قدرتها على إيقافه بعد اختفاء هذه الآلام.
وقد أفاد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان أن الترامادول متربع على عرش المواد المخدرة الاكثر انتشاراً بمصر، حيث كانت نسبة من يتعاطونه 37%.
وفي الآونة الأخيرة إنتشر مخدر جديد ليحل محل الترامادول، و هو الستروكس الذي يستخدمه بعض الجزارين لتهدئة الثيران قبل دبحها كما يستخدم في السيرك لتهدئة الأسود، و هو مخدر قوي يسبب أضرار خطيرة على الجهاز العصبي.
من أهم عوامل إنتشارالإستروكس هو عدم تجريم تداوله أو بيعه أو تعاطيه على الرغم من مطالبة العديد من الأطباء العاملين في مجال العلاج من الإدمان بضرورة إدراجه ضمن الممنوعات، وتشمل هذه العوامل ارتفاع نسبة البطالة وضيق العيش والمشاكل الإقتصادية.
ومن المعتاد بين الشباب اللجوء لمثل هذه المواد محاولة منهم للهرب من واقعهم الذي فقدوا الأمل في تغييره للأفضل كما تبدأ مرحلة الإدمان عند بعض الأشخاص أو يزج بهم في تلك الدائرة من باب الفضول و المباهاة.
و في ظل البحث عن طرق مختلفه للحد من ازمة الإدمان المنتشره في بلادنا يجب علينا عدم اغفال الدور الفعال للتوعية التي يجب أن تتم في إطار حملة مدعومة من الدولة فتسخر لها جميع أجهزة الإعلام للقضاء على الأفكار الخاطئة المتعلقة بالمواد المخدرة، مع نشر الوعي بين طلاب المدارس و الجامعات عن اضرار هذه المواد على الصحة البدنية والنفسية, بالتوازي مع حملات توعيه مكثفه للأباء و الأمهات حول كيفية حماية ابنائهم من الدخول في تلك الدائره المحطمه للأسره بصفه خاصة وللمجتمع بصفه عامة.
