دائرة الإدمان سبل الدخول والخروج منها

Man Sitting Alone

دائرة إدمان المخدرات والعقاقير العلاجية

دائرة الإدمان هي حلقة مغلقة من الأفعال والسلوكيات المتكررة التي يسلكها المدمن و التي تبدأ بمشاعر إحباط أو صدمة نفسية شديدة أو أحاسيس يجد الشخص صعوبة في التعامل معها أو قد تبدأ بمجرد مغامرة تشويقية ، و تنتهي بالمزيد من التعاطي أو الإنتقال لمخدر أو عقار آخر مرورا بإرتكاب أخطاء و الشعور بالذنب يتبعها رغبة في التوقف فشعور بالإشتياق.

و جدير بالذكر أن دخول تلك الدائرة لا يقتصر على إدمان المواد الخدرة بل قد يدخلها مريض عاني من مشكلة صحية استدعت تناوله لدواء (غالبا يكون مسكن مثل: البروفين أو الترامادول) ليجد نفسه في تلك الدائرة بعد زوال الأعراض المرضية.

من أهم أسباب الدخول لتلك الدائرة:

1.صعوبة التعامل مع المشاعر السلبية:

عندما يتعرض شخص لمشاعر حزن شديدة (مثل فقد أحد الأقارب أو الأصدقاء) قد تنتابه مشاعر حزن واسى شديد والتي يعمل على تجنب استشعارها عبر تناول مواد تغيبه عن الإدراك وتعمل على وقف تلك المشاعر. كما تلعب الصدمات النفسية دوراً كبيرا في زج الأشخاص ضعيفي الإرادة إلى تلك الدائرة القاتلة، و على سبيل المثال لا الحصر صدمة التعرض لحادثة شديدة، أو صدمة الإنفصال عن الزوج\الزوجة …إلخ.

كما من الممكن أن تكون المشاعر السلبية على شكل إحباط شديد من كثرة التعرض لتجارب فاشلة: فقدان وظيفة، خسارة أموال، معايشة كارئة بيئية…و غيرها. ولذلك نجد العديد من الدول تتعامل مع السبب الأخير بحكمة بوضع من يتعرضون للكوارث الطبيعية في برنامج تأهيلي (مثل برامج التأهيل لضحايا الحرب في سوريا) حتي يتعافوا من أثر تلك الصدمات مما يقيهم من الإنزلاق في دائرة الإدمان.

2. الفراغ و البطالة:

وفقاً لصحيفة العين الإخبارية الصادرة في 14\2\2019، إن معدل البطالة في مصر وصل إلى 8.9٪ من إجمالي قوة العمل في الربع الرابع لعام 2018. ومع غلاء المعيشة، يقع العديد من الشباب فريسة للمروجين (الديلرز) الذين يوهموهم بعظم النفع المادي الذي سيعود عليهم عند الإتجار بها، أو أن تلك المواد ستعالج مشاعر الإحباط و تمنحهم السعادة.

و مما لا شك فيه أن الشاب الذي لا يجد عمل يستغل فيه طاقته يكون فريسة سهلة لأي شخص يقدم له وسيلة للتخلص من اليأس و فقدان الأمل. و هذه النوعية من الشباب يكونون غالباً من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة بالمجتمع المصري. لكن هناك أيضاً شباب الطبقات فوق المتوسطة التي تمثل ….. قد ينزلفون داخل هذه الدائرة عند حضورهم لبعض الحفلات الترفيهية التي توفر تلك المواد كوسيلة جذب.

3. المفاهيم الخاطئة:

مع تزايد معدل الجهل التعليمي الذي تخطى الستين بالمائة، ووصول مصر لمراتب متأخرة ضمن التصنيف العالمي للتعليم (المركز 148 في التعليم على مستوى العالم وفقاً لتصريح لوزير التربية و التعليم في 25\8\2018).

تنتشر كالنار في الرماد المفاهيم الخاطئة، مثل: إن العقار الفلاني يزيد القدرة الجنسية، أو ان قرص واحد من العقار ,,,,, يخفض الوزن 10 كيلوجرام،…. و غيرها.

وبالطبع معظم إن لم يكن تلك النوعية من العقاقير لم تختبر فاعليتها و بالتالي لم تحصل على تصاريح من وزارة الصحة.

وتلك النوعية من العقاقير إلى جانب أضرارها على الصحة العامة قد تدفع من يتناولها إلى دائرة الإدمان.

سبل الخروج من دائرة الإدمان:

وهذه الدائرة بمجرد الإنزلاق داخلها يتعرض الشخص لصعوبات شديدة عند محاولة الخروج منها، و مع تزايد مراكز العلاج المستنزفة للأموال دون تقديم أي مساعدة حقيقية للمدمن، تتعاظم لديه مشاعر التردد في الإقدام على خطوة العلاج.

و لكن بالرغم من ذلك فسبل الخروج يمكن تلخيصها في الخطوات التالية:

أولاً: إدراك الشخص لمشكلته ومحاولة العثور هلى حل لها.

ثانياً: التوجه لأقرب مركز يقدم العلاج الآمن الفعال.

ثالثاُ: الصبر وتحمل صعوبات التخلص من الحالة الإدمانية مهما كانت.

رابعاً: تغيير نمط حياته للأفضل ووضع خطة جديدة لها بدون أي مواد مخدرة.

AUTHOR

Karim Salah

Executive Director Narconon Egypt

‫ناركونن‬ ‫مصر‬

التوعية حول المخدرات وإعادة التأهيل